مترجم بتصرف عن المقال الأصلي في صحفية القارديان البريطانية
أتذكّر
بذهول اللحظة التي اضطررت فيها لأن آخذ صديقتي جانباً لمحادثة عن الجنس الفمويّ،
لأسألها وأنا في حاجة ماسة: " كايت، ما هو الجنس الفموي؟". هزت كتفيها،
واعترفت أنه لم يكن لديها أدنى فكرة أيضاً.
كنت في الثانية عشرة. اعتقدت أنني وكايت كنا أسذج من علياء
النضج الجنسي الذي ارتقى إليه الأولاد.
بدت حكمتهم جليّة، فقد قارنوا على أي حال مشاهداتهم
للأفلام الإباحية وهنأ بعضهم بعضاً لاستمنائه الليلة السابقة.
لم يخطر ببالي إلا مؤخراً، في سنّ العشرين الغضّ، أن
أولئك الصبيان لم يكن لديهم أدنى فكرة عما كانوا يتحدثون عنه. نعم، كان بمقدورهم
تسمية وضعيات جنسية معقدة،
ولكنهم كانوا يلقون خطبهم بناءً على بعض الأفلام الإباحية التي حمّلوها بشكل غير
شرعي من الإنترنت، والتي تداولوها على أجهزة الفلاش ميموري خلال الاستراحة. قبل
سنة مضت، كانوا يقايضون بطاقات البوكيمون.
درسي الأول عن الجنس لم يأت من حصص التثقيف الجنسي،
ولكن عن طريق أولاد لم يصلوا سن البلوغ، والذين استقوا معلوماتهم من الأفلام
الإباحية. في 2008، وجد تقرير عن تعرض الناشئة للأفلام الإباحية، أجري في الولايات
المتحدة، ضمن عينة من 5000 طالب جامعي أن 93% من الشباب و62% من البنات تعرضوا
للأفلام الأباحية عبر الإنترنت قبل سن الثامنة عشرة.
توفر الإباحية مستودعاً كبيرا من الصور الجنسية، بنقرة
زر. للأسف، إنها تصور غالباً تصرفات جنسية عنيفة. في 2010 وجد تحليل للخمسين مقطعا
الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة أن 88% من المشاهد احتوت على عنف جسدي.
يقول ChildLind أنه يتلقى مكالمات من شباب كل يوم، قلقين من أن إمكانية الدخول
اللامحدودة إلى الإباحية عبر الإنترنت تؤثر على نظرتهم للجنس. قال لهم أحد
المراهقين: " دائماً أشاهد الأفلام الإباحية، وبعضها عنيف للغاية. لم أعتقد
في البداية أنه كان يؤثر علي، ولكنني بدأت في النظر للفتيات بطريقة مختلفة مؤخراً
وهذا يقلقني".
أعتقد أن هذا الفتى
كانت له وجهة نظر. حينما يشاهد الناس الأفلام الإباحية، التي تعرض مشاهد من العنف
الجنسي، فإنهم – دون قصد – يجعلون هذا السلوك عادياً.
إن صناعة الأفلام الإباحية لها الآن دور أكبر من
اللازم في التثقيف الجنسي، وتبدأ في التأثير على الأولاد والبنات في سن صعبة. في
الغالب تبدأ في التسرب للمحادثات عن الجنس في عمر يكون لكل من البنات والأولاد
مشاكل متزايدة لصورة أجسامهم، حيث يكونون تحت ضغط كبير للانصياع اجتماعياً ولا
يكون لديهم بالضرورة الخبرة أو الثقة للمطالبة بحقوقهم الجنسية.
حتى عندنا يتم توفير التثقيف الجنسي في المدرسة، فهو
غالباً ما يكون هزلياً. من واقع خبرتي، التثقيف الجنسي دائماً ما يدرّس في سياق
المخاطر أو علم الأحياء. "كونوا حذرين من الأمراض المتناقلة جنسياً أيها
الأطفال. حياتكم ستدمر بالكامل إذا ما حملتم". هكذا قال لنا مدرسنا في غرفة
مليئة بفتيان وفتيات أصابهم الملل. يقول 40% من الطلاب أن دروس التثقيف الجنسي
التي تلقوها كانت إما "ضعيفة" أو "ضعيفة للغاية".
ينبغي أن تحتوي دروس التثقيف الجنسي على نقاشات حول
الأفلام الإباحية، وإمكانيتها للتأثير على تصورنا للجنس والعلاقات بطريقة سلبية. لحد
الآن، تمحورت محاولات تقليل التأثيرات السلبية للأفلام الأباحية حول فكرة حجبها عن الشباب. ولكن الحجب ليس حاجزاً كافياً
للولوج إلى الأفلام الإباحية.
سيكون من الأفضل التشجيع على التفكير النقدي بخصوص
الأفلام الإباحية، ومناقشة كيف أن الأفلام الإباحية تختلف عن الجنس الحقيقي، وسؤال
لماذا لا تعرض الأفلام الإباحية أبداً المشاركين فيها وهم يتحسّسون مشاعر الطرف الآخر، أو يطلبون رضاهم.